يُعد فطر الشانتريل (Cantharellus cibarius) من أشهى أنواع الفطر البري وأكثرها طلبًا في العالم، ويُعرف بلونه الذهبي أو الأصفر البرتقالي الزاهي الذي يجعله لافتًا للنظر في أرضيات الغابات. يمتاز الشانتريل بشكله المميز الذي يشبه البوق أو القمع، مع حواف متموجة وطيّات شبيهة بالخياشيم تمتد من أسفل القبعة إلى الساق، بدلاً من الخياشيم الحقيقية.
تنمو هذه الفطريات الثمينة في الغابات المتساقطة الأوراق والصنوبرية في نصف الكرة الشمالي، وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، وتظهر عادةً بعد هطول الأمطار الغزيرة خلال فصلي الصيف والخريف. يُفضل الشانتريل التربة الرطبة الغنية بالدبال، وغالبًا ما ينمو بالقرب من أشجار البلوط والزان والصنوبر.
نكهة فطر الشانتريل هي ما يميزه حقًا؛ فهو يمتلك رائحة فاكهية خفيفة، غالبًا ما توصف بأنها تشبه المشمش، بالإضافة إلى طعم ترابي خفيف مع لمسة من الفلفل. هذه النكهة المعقدة تجعله مكونًا فاخرًا في العديد من الأطباق. يمكن استخدام الشانتريل في مجموعة واسعة من الوصفات، مثل الأومليت، والريزوتو، والباستا، والصلصات الكريمية، والمقليات. يُفضل عادةً طهيه بسرعة لتجنب فقدان قوامه ونكهته الفريدة.
عند البحث عن الشانتريل، من المهم جدًا معرفة كيفية تمييزه عن الأنواع الأخرى المشابهة له، والتي قد تكون غير صالحة للأكل أو حتى سامة. يُنصح دائمًا بالاستعانة بخبراء الفطر عند جمع الفطر البري لضمان السلامة. يُعتبر الشانتريل إضافة قيمة لأي وجبة، حيث يضفي عليها لمسة من الفخامة ونكهة لا تُنسى.