الزهرة، الكوكب الثاني من الشمس، هو واحد من ألمع الأجرام السماوية التي يمكن رؤيتها من الأرض، ويعرف غالباً باسم "نجمة الصباح" أو "نجمة المساء". على الرغم من أن الزهرة تشبه الأرض في الحجم والكتلة، إلا أن بيئتها مختلفة تماماً وقاسية للغاية.
يتميز كوكب الزهرة بغلاف جوي كثيف جداً يتكون بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون، مع غيوم سميكة من حامض الكبريتيك. هذا الغلاف الجوي الكثيف يخلق تأثيراً حرارياً دفيئاً شديداً، مما يجعل الزهرة الكوكب الأكثر سخونة في مجموعتنا الشمسية، حيث تتجاوز درجات الحرارة السطحية 460 درجة مئوية (860 درجة فهرنهايت) - وهي درجة حرارة كافية لإذابة الرصاص.
سطح الزهرة هو عبارة عن صحراء صخرية جافة، مليئة بالبراكين والسهول البركانية الواسعة، مع وجود عدد قليل من الفوهات النيزكية الكبيرة نسبياً، مما يشير إلى أن السطح قد تجدد بفعل النشاط البركاني منذ حوالي 300 إلى 600 مليون سنة مضت. الضغط الجوي على السطح هائل، يعادل تقريباً الضغط الموجود على عمق 900 متر تحت سطح المحيطات على الأرض.
تدور الزهرة ببطء شديد في الاتجاه المعاكس لمعظم الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية، مما يعني أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق. يوم واحد على الزهرة أطول من سنتها، حيث تستغرق الزهرة حوالي 243 يوماً أرضياً لإكمال دورة واحدة حول محورها، بينما تكمل دورتها حول الشمس في حوالي 225 يوماً أرضياً.
لطالما سحر كوكب الزهرة العلماء والفلكيين، ويستمر لغزه في دفع البعثات الفضائية لاستكشاف هذا العالم الفريد والعدائي.